مسابقة اﻷفلام الوثائقية الطويلة | بلجيكا، ألمانيا، السعودية | العربية، الفرنسية، الإنجليزية | 92 د
"أفضل الغناء على الكلام"، تقول ليلى، فيغرق مشاهد فيلمها الطويل الثاني في تجليات موسيقية لا تنقطع إلا قليلًا، مضيفة حميمية عارمة وحزن متراكب بين حكاية والد عراقي وبعثي سابق، وجد نفسه في منفى نهائي، متحصنًا مع زوجة وبنات في عمق الجنوب الفرنسي، وبين يوميات ابنة موهوبة تعيش هاجسًا ضميريًا وثقافيًا بشأن هويتها وجذورها، وتنال منها خشية داخلية بفقدان حنوها على رجل غارق بمأساة وطن بعيد عصفت به حروب غادرة وحصارات مجرمة، أغرقته لاحقًا بموت مجاني وفساد عام. هذا نصّ ديناميكي وتأويلي، تتداخل فيه إبداعات متعددة، تحول حكايته الى مانيفستو سينمائي عن الحقيقي والزائف، وعن الاختيار والرغبة، وعن الماضي والآني الجديد، عن الهجرات والاندماج. يشير العنوان إلى إرث حزين وكسير، تداويه المخرجة بوفرة من إحساس غنائي لكلمات كتبها والدها، ووجدت نفسها تتعلم اللغة العربية لفهمها ونطقها ولاحقا موسيقتها بروح أوبرالية وتروبادورية ريفية. يستدعي نصّ البياتي ما هو شخصي متمثل بتفاصيل حادثة خطيرة، تُفقدها ذاكرتها وتُغرقها في صدمة طويلة وعنيفة، وآخر موضوعي يداخل حكاية العراق بجراح منطقة تشهد ويلات متتابعة. حين تقع الهجمات الإرهابية بباريس في عام 2015، تكون ليلى الإنسانة والمؤلفة الموسيقية والرسّامة التشكيلية أقرب الى حد انقلابي، يدفعها من جهة إلى العودة إلى أصولها، والتعرف على منطقة أجدادها وجغرافيتها السياسية، ومن جهة أخرى امتحان ثقافتها المزدوجة الذي يمهد لقائها بناس عاديين ومعايشة حيواتهم وسماع قصصهم في ثلاثة مواقع هي موطنها فرنسا والقاهرة وبرلين. شريط البياتي هو تركيب لغة مرئية حرة، فيها فيوض من لوحاتها وصورها ومقاطع عائلية قديمة وتوليف جارح لتأريخ دموي، وأيضًا توثيق وجداني لأبوين نالت منهما ذكريات وأسى، تحاول ليلى بعناد الوصول عبر فنونها إلى تطهير سينمائي.
زياد الخزاعي
ليلى البياتي ليلى البياتي مغنية ومؤلفة موسيقية ومخرجة سينمائية وكاتبة سيناريو وممثلة فرنسية من أصول عراقية، تقيم بين بروكسل وبرلين. "فو"(25 د) هو أول فيلم قصير لها، ساهمت في إخراجه وتمثيله وتأليف موسيقاه التصويرية، وعرض في مهرجان برلين السينمائي(2009)، حيث حصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم. في عام 2012، أنجزت باكورتها الطويلة "برلين تيليجرام"(80 د) حول علاقة حب مقطوعة، وشاركت بها في أكثر من 30 مهرجاناً عربياً وعالمياً، وحازت على جائزة "تي في 5" لأفضل فيلم فرنكوفوني في مهرجان جنيف السينمائي، وجائزة أفضل تصوير سينمائي في أشتونغ برلين. تبعته بفيلمها الوثائقي "الوجه ب"(39 د) عن كواليس تسجيل موسيقى الفيلم الروائي السابق، وعرض في خانة "فوروم أكسباندد" في مهرجان برلين(2015).
تواصل معنا